مدرب السامبا يتحدث عن كرة القدم للصالات

بقلم: محمد الجامعي.

ماركينيوس تشافييه يتذكر عندما قيل له إنه لا يمكنه أن يجعل من كرة الصالات مهنة
يتحدث عن مباراة البرازيل والأرجنتين في نهائي كأس العالم لكرة الصالات
المدرب يؤكد على ضرورة أن يحافظ اللاعبون على التحكم في مشاعرهم
نشأ ماركوس الصغير في أسرة من المهندسين في جوينفيل، وبدأ يتذوق حب كرة قدم الصالات منذ صغره. هذا ليس غريباً على فتى صغير، ولكن في مرحلة ما شعر والديه أنه يقضي وقتًا طويلاً في الملعب. في الواقع، اعتقدوا أن هذه مشكلة أكبر مما كانت عليه.

يتذكر ماركينيوس تشافييه ما قيل له في تلك الفترة: “لقد أخبروني كثيراً أنه لا يمكن أن تكون هذه مهنتي. سمعت الكثير من هذا من والديّ، وكانا يريدانني أن أذهب للدراسة وأن أسلك طريقًا أكثر أمانًا. ولكن من سن التاسعة أو العاشرة، بدأت أفهم كرة الصالات فعلاً ووقعت في حبها.”

ومن أجل إرضاء والديه، قرر ماركينيوس الاستمرار في الدراسة، حتى عندما بدأ التدريب على أعلى مستويات هذه الرياضة في البرازيل.

وقال: “لقد أكملت مؤخرًا درجة الدكتوراه. أنا الآن دكتور في مجال الرياضة. والآن أريد أيضًا أن أترك إرثًا. يرون الآن أنني وصلت إلى قمة مهنتي، والتي تتضمن مشاركتي مع المنتخب. لقد تطلب الأمر الكثير من العمل الجاد والشغف للوصول إلى هنا.”

بفضل خبرته في نشر أبحاث رياضية مرموقة، يدرك ماركينيوس تمامًا تداعيات هذه الرحلة إلى نهائي كأس العالم لكرة الصالات، وما سيأتي بعدها. لقد أمضى وقتًا طويلاً في العمل مع اللاعبين على الجانب الذهني للعبة، دون أن يتوقع أن تؤدي هذه الجهود إلى مثل هذه النتائج الرائعة. وكأن الضغط للفوز بأول لقب عالمي للبرازيل منذ 12 عامًا لم يكن كافيًا، جاء التحدي الأكبر بمواجهة الأرجنتين في المباراة النهائية.

FIFA: كان اللاعبون واضحين بأن الهدف هو رفع الكأس. حسنًا، ها أنتم تستعدون للنهائي…
ماركينيوس تشافييه: نحن ندرك جيدًا الرحلة التي قطعناها جميعًا للوصول إلى هذه النقطة. لقد كان مشوارًا قويًا بالنسبة لنا حتى الآن. في أي بطولة، نحاول دائمًا جمع معلومات حول ما يحدث. علينا أن نتفاعل بسرعة وأن نغير الأشياء لإدارة حالة اللاعبين في بطولة صعبة كهذه. سيكون النهائي مهمًا جدًا لأمريكا الجنوبية، ولكن من المهم أيضًا أن نظل متواضعين في تقدير جميع إنجازاتنا الصغيرة. لم تصل البرازيل إلى النهائي منذ 12 عامًا. من المهم أن نتذكر ذلك، لأن الوصول إلى هذا الحد هو بالفعل شيء نفخر به. نحن نحاول إعداد اللاعبين ذهنيًا، لأنني أعتقد أن هذا سيكون له دور كبير. علينا أن نتحكم في مشاعرنا إذا كنا نريد الفوز بهذه المباراة.

الأرجنتين حققت العديد من الانتصارات المهمة على البرازيل، لكن البرازيل عادت إلى مستواها عندما فازت بكأس كوبا أمريكا هذا العام. بالنظر إلى الوراء، هل كان هذا فوزًا مهمًا؟

حسب النقطة الزمنية التي تختارها، يمكنك النظر إليها من عدة زوايا. أحب أن أتبنى نهجًا أكثر عمومية في تحليلي. لطالما كانت مبارياتنا مواجهات متقاربة، لذلك يمكن أن تذهب في أي اتجاه. لا أعتقد أن أيًا من الفريقين هو المرشح للفوز. وبالمثل، أعتقد أن عدد الألقاب التي فاز بها كل جانب غير ذي صلة. ما يهم هو التاريخ الذي بناه كل فريق. نحن نعلم مدى قوة الأرجنتين كفريق. نحتاج إلى تذكر مدى صعوبة الوصول إلى هذه النقطة، وأن نكون على دراية بمدى صعوبة هذا التحدي الأخير.

فرصة الفوز بكأس العالم هذه بالطبع ضخمة لكلا الفريقين، لكن كل هذا لن يهم بالنسبة للفريق الذي سيحتل المركز الثاني. يستحق كلا الفريقين أن يكونا في النهائي لأنهما قدما الكثير لهذه الرياضة. أعتقد أن هذا جزء من مهمتنا أيضًا. سنلعب أمام أكبر جمهور شهدته كرة الصالات على الإطلاق، هذا أمر مؤكد. علينا أن نتذكر ونحن ندخل الملعب أنه يجب علينا أن نكون قدوة يحتذى بها. اللعب النظيف هو المبدأ الأساسي في الرياضة، لذلك علينا التأكد من أن التنافس لا يفسد ذلك.

الطبيعة الجغرافية للتنافس تعني أيضًا أن الفريقين يعرفان بعضهما البعض جيدًا. يمكنك القول إن الأرجنتين تعرف الفريق البرازيلي أفضل من أي دولة أخرى، والعكس صحيح…

أنت محق، نحن على الأرجح نعرف أسلوب لعب بعضنا البعض جيدًا. لهذا أعتقد أن الجانب الذهني من اللعبة مهم جدًا هنا. سيقوم المدربون بالنظر في كيفية إعداد الفريق، ولكن في النهاية أعتقد أن التكتيكات ستعتمد على ما يقرره اللاعبون في اللحظات الحاسمة. ستكون تكتيكاتنا في أذهان اللاعبين، ثم سيتفاعل الفريق بناءً على تلك القرارات وفقًا لهذه التكتيكات. هذا هو ما سيصنع الفارق. الارتجال وفعل ما هو غير متوقع يمكن أن يجعل الحياة صعبة على خصومك. مهمتنا هي مساعدة اللاعبين على أن يكون لديهم وضوح في اتخاذ قراراتهم وتأثير تلك القرارات. هذا قد يكون الفرق بين الفوز والخسارة.

بطولة كأس العالم تفرض بالتأكيد تحديات داخل الملعب، لكن كان عليك أيضًا التعامل مع الإصابات، مثل إصابة بيتو. كيف تعاملت مع هذا التحدي؟

تشعر أولاً بتأثير غيابه على المستوى الإنساني، لأنه أحد زملائك، وهو معك كل يوم. دخل بيتو هذه البطولة كأفضل لاعب في العالم. الأمر يشبه إلى حد ما أن تكون على متن رحلة وتفقد أحد محركات الطائرة. تعرف أن المحرك الآخر سيجعل الرحلة أسهل وسيضمن هبوطًا آمنًا. كنت أعلم أنني سأضطر للتعامل مع أمور مثل هذه عند دخولي البطولة. لكن لم أكن أعرف ما هي هذه الأمور بالتحديد. عليك أن تبدأ من جديد وتبحث عن طرق أخرى للفوز. لقد أظهرنا الكثير من الصمود كفريق في هذه البطولة، وهذا يأتي من كل العمل الذي قمنا به على مدى فترة طويلة. الفريق أظهر أننا قادرون على إيجاد حلول لمختلف التحديات. رأينا تأثير دييغو الفردي في نصف النهائي، وقد رأيناه بالفعل مع مارسيل وبيتو نفسه. نحن نوزع تلك المسؤولية على الجميع.

لنختم بسؤالك عن قصتك. متى وقعت في حب كرة الصالات ومتى أدركت أنها ستكون مهنتك؟

هذا يعيدني إلى الماضي. جئت من عائلة من المهندسين، حيث كانت الرياضة مجرد نشاط ترفيهي ولا يمكن أن تكون مهنة. سمعت هذا كثيرًا من والديّ، حيث كانوا يريدونني أن أذهب للدراسة وأن أسلك طريقًا أكثر أمانًا. ولكن منذ سن التاسعة أو العاشرة، بدأت أفهم كرة الصالات ووقعت في حبها. لم أتوقف عن الدراسة أبدًا. لقد أكملت مؤخرًا درجة الدكتوراه، لذا فأنا الآن دكتور في مجال الرياضة. والآن أريد أيضًا أن أترك إرثًا، ليس فقط في دوري كمدرب، ولكن في تطوير مشاريع رياضية للأطفال. هذا يجعلني فخورًا جدًا وأنا متأكد من أن والديّ يشعران بالفخر أيضًا. يرون الآن أنني وصلت إلى قمة مهنتي، وهي المشاركة مع المنتخب. أريد أن أترك إرثًا لمن يأتي بعدي. لقد تطلب الوصول إلى هنا الكثير من العمل الجاد والشغف.