الألعاب التقليدية الشعبية: التأكيد على ضرورة إحياء وتثمين وتحديث هذا التراث اللامادي ( دورة تكوينية).

تشكل الألعاب التقليدية الرياضية، حركية وذهنية على حد سواء، جزءا هاما من الأنشطة التي توليها الجامعة الملكية المغربية للرياضة للجميع اهتماما وعناية خاصين، إن ضمن برامج القوافل الرياضية الوطنية أو الأيام الرياضية، التي يتم تنظيمها بمختلف أرجاء المملكة والتشجيع على إحداث جمعيات تعنى بهذا التراث اللامادي، الذي تحرص كل الحرص على إحيائه وتثمينه ونشره لاسيما في الأوساط المدرسية.

وكانت منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو ) ، قد بادرت، حرصا  منها على الحفاظ على الألعاب التقليدية الرياضية وتثمينها ، إلى تأسيس مجلس استشاري دولي تابع لها من أجل حماية وتعزيز الألعاب والرياضات التقليدية في العالم واعتمدت ميثاقا دوليا شدد على أهمية إدراج هذه الألعاب والرياضات ضمن برامج الرياضة للجميع في مختلف بقاع العالم.

وشكل هذا الموضوع محورا أساسيا ضمن الدورة التكوينية الختامية لسنة 2024 ، التي نظمتها الجامعة الملكية المغربية للرياضة للجميع لفائدة 53 من المنسقين والمنشطين الرياضيين بجمعيات الرياضة للجميع، المنضوية تحت لوائها، 19 منهم من العنصر النسوي، نهاية الأسبوع الماضي بالمركز الوطني لتكوين الأطر التابع لمنظمة الهلال المغربي بالمهدية.

وفي هذا الصدد، دعا الخبير الرياضي الدولي، محمد عزيز داودة، المدير التقني ، المكلف بالتنمية بالاتحاد الإفريقي لألعاب القوى، إلى الحفاظ على هذا الموروث الحضاري وتوثيقه وتحديثه في إطار يمزج بين الأصالة والحداثة، مسجلا أن العديد من الرياضات الأولمبية كانت في الأصل ألعاب تقليدية شعبية.

وشدد على ضرورة إعطاء دفعة قوية لهذا التراث الحضاري اللامادي، مقترحا في هذا الصدد تشكيل لجنة تقنية تضم خبراء في التراث وأساتذة مختصين في التربية البدنية من الكفاءات العالية لإحياء هذه الألعاب مع الاحتفاظ بقوانينها القديمة واعتماد أساليب وأدوات حديثة في اللعب فرديا أو جماعيا بل حتى من حيث اللباس، وتنظيم مهرجانات وبطولات محلية وجهوية ووطنية للألعاب التقليدية الشعبية.

وفي ذات السياق أكد لحسن أيوب رئيس جمعية نادي باب الصحراء للألعاب والرياضات الشعبية التقليدية بكلميم أن الجامعة الملكية المغربية للرياضة للجميع تولى اهتماما خاصا للألعاب الشعبية التقليدية وتبرمجها بمختلف جهات المملكة سواء ضمن القوافل أو الأيام الرياضية بل حتى داخل المؤسسات السجنية أو الألعاب الشاطئية.
وقال في مداخلة له تحت عنوان ” لنتذكر” إن الألعاب التقليدية الشعبية لم تعد للتسلية، معتبرا أن من شأن  تنظيم تظاهرات رياضية ومد الجمعيات والأندية الرياضية بالتجهيزات والأمتعة خلق دينامية رياضية بمختلف ربوع المملكة، التي تزخر بطاقات واعدة، خاصة وأن الرياضة تعتبر مدرسة لترسيخ قيم العيش المشترك والتضامن واحترام الآخر والاندماج في المجتمع، داعيا في ذات الوقت إلى مواجهة ” الغزو الإلكتروني” لما يشكله من خطر على شباب  اليوم .

ومن جهته، لاحظ الكاتب والباحث في التراث الشعبي في منطقة الريف محمد بودشيش أن الألعاب الشعبية تتعرض للاندثار شيئا فشيئا، بحكم التطور المتسارع للحياة الاجتماعية ، الذي أفرز ألعابا حديثة ، ووسائل تكنولوجية  متطورة ، في متناول جميع شرائح المجتمع، إضافة إلى مرافق للترفيه والتسلية المتطورة ، التي حلت محل هذه الألعاب ، مشيرا إلى أن جلها قد انقرض  ولا يظهر منها على الساحة إلا النزر اليسير .

وقد جمع بودشيش بين دفتي كتابه «ألعاب شعبية مغربية من الريف»، الذي يقع في 223 صفحة، بحثا تراثيا قيما يتعلق بسبعة وأربعين لعبة، قسمها الباحث إلى ستة أصناف، منها ألعاب جماعية وأخرى تتعلق بالمناسبات وألعاب مرتبطة بالمهارات والمغامرات، ثم ألعاب للكسب وأخرى تنافسية وذهنية، منها ما هو مقتصر على الصغار أو الكبار أو الإناث أو الذكور أو هما معا.

وأوضح محمد بودشيش أن كل لعبة من هذه النماذج لها سياقها الزماني والمكاني والثقافي والاجتماعي والديني الذي تمارس فيه، ألعاب تسعى إلى تنمية مهارات وقدرات الفرد بدنيا وذهنيا، وكذلك تنمية روح التخيل والتفكير لدى فئات مختلفة من المجتمع، كبث روح الحماسة والتسلية والمرح، مضيفا أنها ساهمت بشكل كبير في “نشر قيم أخلاقية سليمة تنبني على روح المنافسة الشريفة وتنمية الملكات الإيجابية لممارسيها مثل، سرعة البديهة وتنمية قيم الخير في المجتمع، التي تنم عن عبقريته في الابتكار وفي صناعة الفرجة بإمكانياته البسيطة المتاحة في الطبيعة، إضافة إلى دورها الترفيهي، خاصة في وقت كانت فيه وسائل التسلية منعدمة”.

وشدد الباحث في التراث محمد بودشيش على ضرورة حماية الثقافة الشعبية بكل أطيافها والحث على أهمية تدوينها مقتبسا في هذا السياق مقولة الباحث والمؤرخ المالي أمادو همباطي في كلمة له خلال إحدى ندوات منظمة ( اليونسكو) عام 1962 ” إن موت شيخ إفريقي يعني إحراق مكتبة”.

الشعبية: التأكيد على ضرورة إحياء وتثمين وتحديث هذا التراث اللامادي ( دورة تكوينية).

تشكل الألعاب التقليدية الرياضية، حركية وذهنية على حد سواء، جزءا هاما من الأنشطة التي توليها الجامعة الملكية المغربية للرياضة للجميع اهتماما وعناية خاصين، إن ضمن برامج القوافل الرياضية الوطنية أو الأيام الرياضية، التي يتم تنظيمها بمختلف أرجاء المملكة والتشجيع على إحداث جمعيات تعنى بهذا التراث اللامادي، الذي تحرص كل الحرص على إحيائه وتثمينه ونشره لاسيما في الأوساط المدرسية.

وكانت منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو ) ، قد بادرت، حرصا  منها على الحفاظ على الألعاب التقليدية الرياضية وتثمينها ، إلى تأسيس مجلس استشاري دولي تابع لها من أجل حماية وتعزيز الألعاب والرياضات التقليدية في العالم واعتمدت ميثاقا دوليا شدد على أهمية إدراج هذه الألعاب والرياضات ضمن برامج الرياضة للجميع في مختلف بقاع العالم.

وشكل هذا الموضوع محورا أساسيا ضمن الدورة التكوينية الختامية لسنة 2024 ، التي نظمتها الجامعة الملكية المغربية للرياضة للجميع لفائدة 53 من المنسقين والمنشطين الرياضيين بجمعيات الرياضة للجميع، المنضوية تحت لوائها، 19 منهم من العنصر النسوي، نهاية الأسبوع الماضي بالمركز الوطني لتكوين الأطر التابع لمنظمة الهلال المغربي بالمهدية.

وفي هذا الصدد، دعا الخبير الرياضي الدولي، محمد عزيز داودة، المدير التقني ، المكلف بالتنمية بالاتحاد الإفريقي لألعاب القوى، إلى الحفاظ على هذا الموروث الحضاري وتوثيقه وتحديثه في إطار يمزج بين الأصالة والحداثة، مسجلا أن العديد من الرياضات الأولمبية كانت في الأصل ألعاب تقليدية شعبية.

وشدد على ضرورة إعطاء دفعة قوية لهذا التراث الحضاري اللامادي، مقترحا في هذا الصدد تشكيل لجنة تقنية تضم خبراء في التراث وأساتذة مختصين في التربية البدنية من الكفاءات العالية لإحياء هذه الألعاب مع الاحتفاظ بقوانينها القديمة واعتماد أساليب وأدوات حديثة في اللعب فرديا أو جماعيا بل حتى من حيث اللباس، وتنظيم مهرجانات وبطولات محلية وجهوية ووطنية للألعاب التقليدية الشعبية.

وفي ذات السياق أكد لحسن أيوب رئيس جمعية نادي باب الصحراء للألعاب والرياضات الشعبية التقليدية بكلميم أن الجامعة الملكية المغربية للرياضة للجميع تولى اهتماما خاصا للألعاب الشعبية التقليدية وتبرمجها بمختلف جهات المملكة سواء ضمن القوافل أو الأيام الرياضية بل حتى داخل المؤسسات السجنية أو الألعاب الشاطئية.
وقال في مداخلة له تحت عنوان ” لنتذكر” إن الألعاب التقليدية الشعبية لم تعد للتسلية، معتبرا أن من شأن  تنظيم تظاهرات رياضية ومد الجمعيات والأندية الرياضية بالتجهيزات والأمتعة خلق دينامية رياضية بمختلف ربوع المملكة، التي تزخر بطاقات واعدة، خاصة وأن الرياضة تعتبر مدرسة لترسيخ قيم العيش المشترك والتضامن واحترام الآخر والاندماج في المجتمع، داعيا في ذات الوقت إلى مواجهة ” الغزو الإلكتروني” لما يشكله من خطر على شباب  اليوم .

ومن جهته، لاحظ الكاتب والباحث في التراث الشعبي في منطقة الريف محمد بودشيش أن الألعاب الشعبية تتعرض للاندثار شيئا فشيئا، بحكم التطور المتسارع للحياة الاجتماعية ، الذي أفرز ألعابا حديثة ، ووسائل تكنولوجية  متطورة ، في متناول جميع شرائح المجتمع، إضافة إلى مرافق للترفيه والتسلية المتطورة ، التي حلت محل هذه الألعاب ، مشيرا إلى أن جلها قد انقرض  ولا يظهر منها على الساحة إلا النزر اليسير .

وقد جمع بودشيش بين دفتي كتابه «ألعاب شعبية مغربية من الريف»، الذي يقع في 223 صفحة، بحثا تراثيا قيما يتعلق بسبعة وأربعين لعبة، قسمها الباحث إلى ستة أصناف، منها ألعاب جماعية وأخرى تتعلق بالمناسبات وألعاب مرتبطة بالمهارات والمغامرات، ثم ألعاب للكسب وأخرى تنافسية وذهنية، منها ما هو مقتصر على الصغار أو الكبار أو الإناث أو الذكور أو هما معا.

وأوضح محمد بودشيش أن كل لعبة من هذه النماذج لها سياقها الزماني والمكاني والثقافي والاجتماعي والديني الذي تمارس فيه، ألعاب تسعى إلى تنمية مهارات وقدرات الفرد بدنيا وذهنيا، وكذلك تنمية روح التخيل والتفكير لدى فئات مختلفة من المجتمع، كبث روح الحماسة والتسلية والمرح، مضيفا أنها ساهمت بشكل كبير في “نشر قيم أخلاقية سليمة تنبني على روح المنافسة الشريفة وتنمية الملكات الإيجابية لممارسيها مثل، سرعة البديهة وتنمية قيم الخير في المجتمع، التي تنم عن عبقريته في الابتكار وفي صناعة الفرجة بإمكانياته البسيطة المتاحة في الطبيعة، إضافة إلى دورها الترفيهي، خاصة في وقت كانت فيه وسائل التسلية منعدمة”.

وشدد الباحث في التراث محمد بودشيش على ضرورة حماية الثقافة الشعبية بكل أطيافها والحث على أهمية تدوينها مقتبسا في هذا السياق مقولة الباحث والمؤرخ المالي أمادو همباطي في كلمة له خلال إحدى ندوات منظمة ( اليونسكو) عام 1962 ” إن موت شيخ إفريقي يعني إحراق مكتبة”.