ذكرى عيد العرش المجيد: يوم رياضي بالسجن المحلي لبويزكارن ضمن برنامج القافلة الوطنية للرياضة الجماهيرية
نظمت الجامعة الملكية المغربية للرياضة للجميع، أمس الجمعة، بتنسيق مع المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج، يوما رياضيا حافلا لفائدة 120 نزيلا (50 من الأحداث و70 من الشباب تتراوح أعمارهم ما بين 18 و21 سنة)، وذلك في إطار القافلة الوطنية للرياضة الجماهيرية، التي تنظمها الجامعة بمختلف جهات المملكة من 15 يوليوز الجاري إلى 5 غشت المقبل، تحت شعار ” الرياضة الجماهيرية شرط أساسي لبناء مجتمع سليم “، تخليدا للذكرى الخامسة والعشرين لتربع صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله وأيده، على عرش أسلافه الميامين.
وشكل السجن المحلي لبويزكارن، الجزء الأول من المحطة الثالثة من هذه القافلة بجهة كلميم واد نون، التي حفلت بأنشطة تربوية وترفيهية وورشات في عدة أنواع رياضية فردية وجماعية وسباقات للتناوب، جرت في أجواء احتفالية، وكان لها بالغ
الأثر في نفوس النزلاء الأحداث، في إطار السعي المشترك إلى نشر ثقافة الممارسة الرياضية
بالمؤسسات السجنية.
وفي هذا السياق تتقاطع مبادرة الجامعة الملكية المغربية للرياضة للجميع مع مقاربة المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الادماج، التي تربطها بها اتفاقية شراكة منذ سنة 2017 وتهدف إلى تمكين نزلاء المؤسسات السجنية من ممارسة الأنشطة الرياضية والبدنية، من أجل الوقاية الصحية للنزلاء والتهييء لإعادة إدماجهم خارج أسوار السجن بعد انقضاء فترة عقوبتهم والإفراج عنهم.
وقال خالد أوبيروك، رئيس مصلحة العمل الاجتماعي بالسجن المحلي لبويزكارن، في تصريح صحفي ، إن تنظيم هذه الأنشطة الرياضية يأتي في إطار انفتاح المؤسسات السجنية على محيطها الخارجي، والتي من شأنها التخفيف من وطأة الاعتقال وإدخال الفرحة على قلوب هؤلاء النزلاء، كما هو الحال بالنسبة للآخرين الذين يمارسونها خارج أسوار المؤسسة السجنية.
وسجل أن تنظيم هذه التظاهرة يتزامن مع الدورة السابعة للملتقى الصيفي، الذي تقيمه المندوبية العامة بجميع المؤسسات السجنية خلال الفترة ما بين 9 يوليوز الحالي و12 شتنبر القادم تحت شعار ” الملتقى الصيفي للأحداث فضاء للتربية والترفيه والإدماج “.
ومن جهتها، ثمنت رئيسة الجامعة الملكية المغربية نزهة بدوان ، استراتيجية المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة
الإدماج الرامية إلى ترسيخ الرياضة كبرنامج يروم الوقاية الصحية والتهييء للإدماج بعد
الإفراج، طبقا للتوجيهات الملكية السامية الهادفة إلى النهوض بالبعد الاجتماعي في مجال
العدالة وتأهيل المؤسسات السجنية، وأنسنة الفضاء السجني وجعله مدرسة حقيقية للتهذيب والتقويم والتأهيل.
وقالت السيدة بدوان، في كلمة أمام النزلاء الأحداث، إنّ برمجة أنشطة رياضية بالمؤسسات
السجنية يعد وسيلة من وسائل إصلاح نزلائها وإعادة تأهيلهم وتهذيبهم وجعلهم يتحلون
بالروح الرياضية المبنية على أسس المحبة والتسامح والاندماج السليم في مجتمعهم،
وبالتالي جعل كل من زلّت قدمه مواطناً صالحاً في خدمة وطنه.
وشددت على أهمية ممارسة الرياضة، التي أضحت
حقا دستوريا، سواء داخل السجن أو خارج أسواره وآثارها الإيجابية والمتعددة، معتبرة أن
السجين بحاجة إلى ممارسة الرياضة أكثر من غيره
لتفريغ طاقاته وتغيير الروتين، كما أن لها دورا مهما في تحسين نفسيته والرفع من
معنوياته، فضلا عن كونها تساعده على إعادة
الاندماج، باعتبار الرياضة عامل توازن ووقاية من العود ووسيلة من وسائل النجاح.
وفي ختام هذه التظاهرة المتميزة قدمت رئيسة الجامعة الملكية المغربية للرياضة للجميع، السيدة نزهة بدوان، تذكارات لكل من المدير المساعد للسجن المحلي لبويزكارن، السيد عصام العلامي ، ورئيس مصلحة العمل الاجتماعي السيد خالد أوبيرك ولاثنين من أطر المؤسسة السجنية، عربون شكر وامتنان لهم على مساهمتهم القيمة في ضمان نجاح هذه التظاهرة الرياضية الهادفة والمميزة.